يُعَدُّ الفقه الإسلامي أحد أهمِّ ركائز الحضارة الإسلاميَّة، وتمثِّل قصته مراحل تكوين الأحكام الشرعية وكيفية استخراجها، ومن خلالها نعرف كيف كانت نشأة الفقه، وكيف نشأت المدارس الفقهية بقيادة الأئمة الأربعة، وكذلك الأسباب التي جعلت أئمة الفقه يتَّفقون في الحكم على بعض المسائل ويختلفون في البعض الآخر.
والفقه الإسلامي عمومًا هو العلم الذي يبحث لكل عملٍ عن حكمه الشرعي، ومعنى الفقه في اللَّغة: العلم بالشَّيء والفهم له، وفي الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعيَّة العمليَّة المكتسب من أدلَّتها التَّفصيليَّة، أو هو مجموعة الأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية.
وهناك صلة بين الفقه وأصوله تكمن في أنَّ الفقه يُعنى بالأدلَّة التَّفصيليَّة لاستنباط الأحكام العمليَّة منها، أمَّا أصول الفقه فموضوعه الأدلَّة الإجماليَّة من حيث وجوه دلالتها على الأحكام الشَّرعيَّة.
وفضل الفقه عظيم؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". أمَّا موضوعه فهو أفعال المكلَّفين من العباد؛ فيبحث فيه عمَّا يَعْرِض لأفعالهم من حِلٍّ وحُرْمَة، ووجوب وندب وكراهة.